فصل: فصل في نواقض الوضوء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نصب الراية لأحاديث الهداية **


 فصل في نواقض الوضوء

- الحديث الخامس عشر‏:‏ سئل رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ ما الحدث‏؟‏ فقال‏:‏

- ‏"‏ما يخرج من السبيلين‏"‏

قلت‏:‏ غريب، وروى الدارقطني في كتابه ‏"‏غرائب مالك‏"‏ حدثنا الحسين بن رشيق‏.‏ ومحمد بن مظفر، قالا‏:‏ ثنا محمد بن عمير البزار - بمصر - ثنا أحمد بن عبد اللّه بن محمد اللجلاج ثنا يوسف بن أبي روح ثنا سوادة ين عبد اللّه الأنصاري حدثني مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من قبل أو دبر‏"‏، انتهى‏.‏ قال الدارقطني‏:‏ وأحمد بن اللجلاج ضعيف، انتهى‏.‏ ليس في هذا مقصود المصنف، فإنه استدل بعموم قوله‏:‏ ‏"‏ما يخرج من السبيلين‏"‏ على مالك في تخصيصه بالمعتاد‏.‏

- الحديث السادس عشر‏:‏ روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه

- قاء، فلم يتوضأ،قلت‏:‏ غريب جدًا ‏[‏وفي ‏"‏الدراية‏"‏‏:‏ ص 11 لم أجده‏]‏

- الحديث السابع عشر‏:‏ روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏

- ‏"‏الوضوء من كل دم سائل‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ روي من حديث تميم الداري، ومن حديث زيد بن ثابت،

- أما حديث تميم الداري، فأخرجه الدارقطني ‏[‏ص 57‏]‏ في ‏"‏سننه‏"‏ عن يزيد بن خالد عن يزيد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن تميم الداري، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏الوضوء من كل دم سائل‏"‏، انتهى‏.‏ قال الدارقطني‏:‏ وعمر بن عبد العزيز لم يسمع من تميم ولا رآه، واليزيدان مجهولان، انتهى‏.‏

- وأما حديث زيد بن ثابت، فرواه ابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏ في ‏"‏ترجمة أحمد بن الفرج‏"‏، عن بقية ثنا شعبة عن عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان عن زيد بن ثابت قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏الوضوء من كل دم سائل‏"‏ انتهى، قال ابن عدي‏:‏ هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث أحمد هذا، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولكنه يكتب، فإن الناس مع ضعفه قد احتملوا حديثه، انتهى‏.‏ وقال ابن أبي حاتم ‏"‏في كتاب العلل‏"‏‏:‏ أحمد بن الفرج كتبنا عنه، ومحله عندنا الصدق ‏[‏لعله هو الذي ذكره الخطيب في ‏"‏تاريخه‏"‏ ص 345 - ج 4، وقال‏:‏ وكان ثقة مأمونًا عالمًا بالعربية واللغة، عالمًا بالقرآن، قلت هذا، ثم ظهر أنه من رجال الميزان، ترجمته في ‏"‏اللسان‏"‏ ص 245، قال مسلمة‏:‏ ثقة مشهورة، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال‏:‏ يخطئ، قال ابن عدي‏:‏ وأبو عتبة مع ضعفه احتمله الناس ورووا عنه، وقال الحاكم‏:‏ أبو أحمد قدم العراق فكتبوا عنه، وأهلها حسن الرأي فيه، لكن محمد بن عوف كان يتكلم فيه، ورأيت ابن جوصا يضعف أمره، ونقل الخطيب عن ابن عوف أنه كذبه، قلت‏:‏ ووثقه الحاكم، وروى عنه النسائي خارج السنن، قال الحافظ‏:‏ قلت هو وسط‏]‏ انتهى‏.‏

- الحديث الثامن عشر‏:‏ روي عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏

- ‏"‏من قاء، أو رعف في صلاته فلينصرف وليتوضأ وليبن على صلاته ما لم يتكلم‏"‏

قلت‏:‏ روي من حديث عائشة‏.‏ ومن حديث الخدري‏.‏

فحديث عائشة صحيح، وأعاده في ‏"‏باب الحدث في الصلاة‏"‏ أخرجه ابن ماجه ‏[‏ابن ماجه في ‏"‏باب ما جاء في البناء على الصلاة‏"‏‏]‏ في ‏"‏سننه‏"‏ في الصلاة عن إسماعيل بن عياش عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن عائشة، قالت‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏من أصابه قيء أو رعاف أو قلس، أو مذي فلينصرف فليتوضأ، ثم ليبن على صلاته، وهو في ذلك لا يتكلم‏"‏ ‏[‏وفي نسخة‏:‏ ‏"‏ما لم يتكلم‏"‏‏.‏‏]‏ انتهى‏.‏ ورواه الدارقطني في ‏"‏سننه‏"‏، ولفظه‏:‏ قال‏:‏ ‏"‏ إذا قاء أحدكم في صلاته أو قلس فلينصرف فليتوضأ، ثم ليبن على ما مضى من صلاته ما لم يتكلم‏"‏، انتهى‏.‏ قال الدارقطني ‏[‏ص 56، وقال ابن أبي حاتم في ‏"‏العلل‏"‏‏:‏ ص 179، قال أبو زرعة‏:‏ هذا خطأ، الصحيح عن ابن جريج عن أبيه عن ابن أبي مليكة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرسلًا اهـ‏]‏‏:‏ الحفاظ من أصحاب ابن جريج يروونه عن ابن جريج عن أبيه عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرسلًا، انتهى‏.‏ ورواه ابن عدي في ‏"‏الكامل‏"‏ في ‏"‏ترجمة إسماعيل بن عياش‏"‏ ثم قال‏:‏ هكذا رواه ابن عياش مرة، ومرة قال‏:‏ عن ابن جريج عن أبيه عن عائشة، وكلاهما غير محفوظ، قال‏:‏ وبالجملة فإسماعيل بن عياش ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين فقط، وأما حديثه عن الحجازيين فلا يخلو من ضعف‏:‏ إما موقوف فيرفعه، أو مقطوع فيوصله، أو مرسل فيسنده، أو نحو ذلك، انتهى‏.‏ قال الحازمي في ‏"‏كتابه الناسخ والمنسوخ‏"‏‏:‏ وإنما وثق إسماعيل بن عياش في الشاميين ‏[‏وهذا منها، فإنه عن ابن جريج، وقال فيه‏:‏ عن ابن أبي مليكة عنها ‏"‏دراية‏"‏‏]‏ دون غيرهم، لأنه كان شاميًا، ولكل أهل بلد اصطلاح في كيفية الأخذ في التشدد والتساهل وغير ذلك، والشخص أعرف باصطلاح أهل بلده، فلذلك ‏[‏في نسخة‏:‏ ‏"‏كذلك‏]‏ يوجد في أحاديثه عن الغرباء من النكارة، فما وجدوه من الشاميين احتجوا به، وما كان من الحجاويين‏.‏ والكوفيين، وغيرهم تركوه، انتهى‏.‏ ورواه البيهقي في ‏"‏سننه‏"‏ من جهة ابن عدي، وحكى كلامه المذكور، ثم أسند البيهقي إلى أحمد بن حنبل أنه قال‏:‏ حديث ابن عياش عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة أن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ قال‏:‏ ‏"‏من قاء أو رعف‏"‏ الحديث، إنما رواه ابن جريج عن أبيه، ولم يسنده ليس فيه عائشة، وإسماعيل بن عياش، ما رواه عن الشاميين، فصحيح، وما رواه عن أهل الحجاز فليس بصحيح، انتهى كلام أحمد‏.‏ ثم أخرجه البيهقي من جهة الدارقطني بسنده عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبيه عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ مرسلًا، وقال‏:‏ هذا هو الصحيح عن ابن جريج، وكذلك رواه محمد بن عبد اللّه الأنصاري‏.‏ وأبو عاصم النبيل‏.‏ وعبد الوهاب بن عطاء‏.‏ وغيرهم كما رواه عبد الرزاق، ورواه إسماعيل بن عياش مرة هكذا مرسلًا، كما رواه غيره، ثم أسند إلى الشافعي، قال‏:‏ ليست هذه الرواية ثابتة عن النبي ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ، وإن صحت فيحمل على غسل الدم لا على وضوء الصلاة، انتهى‏.‏ وهذا الحمل غير صحيح، إذ لو حمل الوضوء في هذا الحديث على غسل الدم فقط لبطلت الصلاة التي هو فيها بالانصراف، ثم بالغسل، ولما جاز له أن يبني على صلاته، بل يستقبل الصلاة، وإسماعيل بن عياش، فقد وثقه ابن معين، وزاد في الإسناد عن عائشة والزيادة من الثقة مقبولة، والمرسل عند أصحابنا حجة، واللّه أعلم‏.‏

- وأما حديث الخدري، فرواه الدارقطني أيضًا من حديث أبي بكر الداهري عن حجاج عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي سعيد الخدري، قال‏:‏ قال رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه وسلم ـ‏:‏ ‏"‏إذا قاء أحدكم أو رعف ‏[‏في الدارقطني‏:‏ ص 57 ذكر ‏"‏الرعاف‏"‏ فقط‏]‏ وهو في الصلاة، أو أحدث فلينصرف فليتوضأ، ثم ليجيء فليبن على ما مضى‏"‏ انتهى‏.‏ وهو معلول بأبي بكر الداهري، قال ابن الجوزي في ‏"‏التحقيق‏"‏ قال أحمد‏:‏ ليس بشيء، وقال السعدي ‏[‏السعدي‏:‏ هو أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن محمود بن عبد اللّه السعدي المروزي‏]‏‏:‏ كذاب، وقال ابن حبان‏:‏ يضع الحديث، وينبغي أن ينظر في حجاج هذا من هو‏؟‏ فإني رأيت في حاشية‏:‏ إن حجاج بن أرطأة لم يسمع من الزهري ولم يلقه‏.‏